الاثنين، 30 نوفمبر 2009

انا و الغريب ضد اخي و انا و اخي ضد ابي


صادف عيد الاضحي المبارك يوم اعدام صدام حسين و الذي يعتبره البعض سيناريو و البعض الاخر واقع. لان صدام حسين كان عميلا و صديقا مقربا جدا من الولايات المتحدة الامريكية و حكم بدعم من الغرب و نفذ لسنوات عديدة خطط و مشاريع الولايات المتحدة في المنطقة و لا يعقل ان تعدم امريكا عميلا خدوماً لهذه الدرجة و تنكل به بهذه البرودة. ولكني اعتقد ان الواقع غير ما يراه الكثير فالراسماليين و على راسهم الولايات المتحدة و بريطانيا يعتبرون حكم العالم و السياسة لعبة شطرنج او قمار بوكر و صدام حسين و غيره من زعماء منصوبون ببرامج الاستخبارات الامريكية و البريطانية ليسوا اكثر من ورقة بوكر او جندي على طاولة الشطرنج يحذفونه متى ما اقتضت الحاجة و يحمونه كي يحذفوه في مناسبة مؤاتية تثمر لهم بارباح اكثر كما هو الحال من اسامة بن لادن و العديد من زعماء بلادنا الاسلامية و الذين ورثوا الزعامة على اثر برامج و خطط وضعها البريطانيون للمنطقة.


لا ينسى احد مدى دعم الكويتيين و عرب شبه الجزيرة العربية لصدام حسين في حربه ضد ايران و لا يمكن للكويتيين ان ينسوا اجرهم على ذلك و ما قدمه الشعب الايراني من محبة و لطف بحقهم عندما هاجمهم اخوهم و صديقهم و ابن عمهم و ... بمباركة من الولايات المتحدة الامريكية و التي ارادت هذا الهجوم كي يكون بوابة دخولها للمنطقة. فالعرب لديهم مثل يقول :"انا و اخي على ابن عمي و انا و ابن عمي على الغريب" و الايرانيين المسلمين عملوا بهذا المثل العربي. ولكن ما فعله زعماء العرب او من يدعون انهم عرب لكنهم لا ينتمون للعرب الا بظاهر عربي يتظاهرون به للضحك على الشعوب العربية المظلومة. فقط تذكروا ما فعلوه في العام الماضي ببعضهم البعض و لا تحتاجون للرجوع الى الوراء. كيف دعموا الشعب الفلسطيني العربي في غزة؟ كيف وقفوا امام اراقة دماء الشعب العراقي العربي؟ كيف وقفوا امام اراقة دماء الشعب اليمني العربي؟ كيف دعموا الشعب اللبناني العربي ضد الاسرائيليين؟ كيف... اذا اردت ان اذكر فانني ساحتاج اكثر من عدة مقالات لذكر الموقف. ولكنهم حتى ابوا دعم امارة دبي في وضعها الاقتصادي المتدهور و وقفوا جانبا يتفرجون كيف تتحطم دبي و التي اعتبرها بنفسي نموذج للنمو الاقتصادي العربي الحديث و الذي يتحطم على اثر حسد اخوانه و اخواته و لا غير. و اذا لم يكن الايرانيون اخوانهم فهم ابناء عمهم بالدين. ولكن الظاهر ان المثل العربي المعروف هو للشعوب العربية و بما ان زعمائهم لا ينتمون الى الشعوب العربية بصلة فلا يطبقون هذا المثل. فزعماء العديد من الدول العربية يحتفلون اليوم بالتدهور الاقتصادي في دبي لانهم عندما لا يستطيعون الوصول الى مجد دبي فانهم يتمنون ان تمحى دبي من الوجود هذا هو الحال بالنسبة لهم لايران. لانهم لا يستطيعون الوصول الى مدى التقدم الايراني في التكنولوجيا فانهم يتمنون ان يمحوا هذا التقدم من الوجود حتى و ان كان هذا ضد مصالح بلادهم كما كان الحال بدعم صدام حسين في حربه ضد ايران. ان التصويت السياسي المضحك او المبكي لمنظمة الطاقة الذرية يؤثر على العرب و و المسلمين والموقعين على اتفاقية الحد من الاسلحة النووية و المنظمة بذاتها اكثر مما يوثر على ايران. فالجميع يعلم ان ايران لن تتراجع قيد انملة عن حقها و هذا ما اثبتته في الاعوام الماضية و ان هذا الموقف ينفع الدولة و الحكومة الايرانية اكثر مما يضرها اذ ان الشعب الايراني يختلف عن الشعوب الاخرى و في هذه الشروط تتراصص صفوف الايرانيين بدعم دولته و حكومته اكثر فاكثر. وكل الايرانيين بشتى جبهاتهم السياسية حتى الذين هم معارضين للحكومة او الدولة الايرانية باتوا يدعمون الموقف الايراني النووي لما يرونه من ظلم تواجهه ايران. ولكن ما هو الحال بالنسبة للدول العربية و المسلمة الاخرى هل ان شعوبهم ستدعمهم عندما يحين دورهم او انهم متاكدون انهم لن يصلوا الى هذه المرحلة من التطور بشان الطاقة الذرية. ان تكنولوجيا الطاقة الذرية ليست بتكنولوجيا حديثة فانها تكنولوجيا تنتمي الى قرن مضى فالايرانيون يعملون اليوم على الحصول على التكنولوجيا الحديثة و وصلوا الى مراحل متقدمة جدا و تكنولوجيا الطاقة الذرية بالنسبة لهم لم تعد تكنولوجيا يريدون الوصول اليها اذ انهم عبروها منذ سنوات عديدة و حتى ان الغرب يعلم ذلك. و يعلم الجميع ان موقف الغرب من ايران هو لان ايران تناصر الشعب العربي الفلسطيني المسلم و المظلوم و تناصر العرب. و خوف الغرب انتقال التكنولوجيا الحديثة الى العرب و المسلمين عبر ايران اذ ان العرب و المسلمين يجب ان يعيشوا في ظلمات العلوم و يبقوا اميين من حيث الوصول الى التكنولوجيا الحديثة.


كان الافضل لهم العرب والبلدان الاسلامية التي صوتت للقرار ان يراجعوا مواقفهم اكثر قبل ان يدعموا هذا القرار فاي تدهور سياسي او اقتصادي او حتى عسكري في المنطقة سيكون تاثيره السلبي مضاعفا على هؤلاء الاشقاء.



ليست هناك تعليقات: