الجمعة، 6 نوفمبر 2009

30 عاما بعد احتلال السفارة الامريكرية في طهران


مع بداية الثورة و ضروف اللا حاكمية التي تحصل تبدا مشاريع في التبلور في عقول الثوار ليست تابعة لاي نوع من اتفاقيات او اعراف دولية و منها احتلال و تدمير سفارات تعتبر عدوة او خطف و قتل مواطنين واجانب يعتبرون جواسيس و عملاء. و في الواقع ان هذه المباديء اتت اثر تاثيرات الفكر الثوري الآتي من الماركسيين و الشيوعيين و الفدائيين الفلسطينيين و الكوبيين و ... في العقود الاخيرة. 



و بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران بعداءت مجموعات بالحديث عن احتلال و تدمير سفارات الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي و فرنسا و بريطانيا على اساس انها اوكار تجسس. وبعد حوالي ثلاث ايام (25 بهمن ) من انتصار الثورة قامت مجموعة من انصار فدائيي خلق الماركسية باحتلال السفارة الامريكية في طهران ولكن الشرطة و قوات الكميته المتشكلة على اثر انتصار الثورة قامت باخراجهم من السفارة. بعد حوالي ثمانية اشهر من انتصار الثورة زاد عدد الدبلوماسيين الامريكان في ايران من 16 دبلوماسي الى اكثر من مائة دبلوماسي رسمي و عدد من مشاة البحرية و ... و بدأت حركات مشبوهة من هذه السفارة تستفز الثوريين الشباب الذين لم يكون لديهم اي خبرة سياسية او غير سياسية. و كان معظمهم يعتقد ان الولايات المتحدة تحاول تكرار اعادة الشاه على اثر و تكرار ما فعلته ايام مصدق. و شكل خمسة من مسئولين اتحادات الطلاب في الجامعات الايرانية لجنة اجتمعت في اجتماع سري كي يتخذوا موقفا من هذا الامر و كانوا ابراهيم اصغر زادة – محسن ميردامادي – حبيب الله بيطرف – محمود احمدي نجاد و محمد علي سيد نجاد و تباحثوا بما يجب ان يفعلوه كاتحادات طلابية. و صوت ثلاثة من اصل خمسة مندوبين على الهجوم و احتلال السفارة الامريكية في طهران يوم 14 آبان حيث ان محمود احمدي نجاد و محمد علي سيد نجاد كانا مخالفان لاحتلال السفارة الامريكية و يقول البعض ان احمدي نجاد كان يعتبر خطر الشيوعيين اكبر من خطر الامريكان و يعتبر انهم يجب ان يوجهوا ضربة للسوفيات و الشيوعيين اولا. و كان محمد موسوي خوئينيها هو المصمم و المبرمج وعندما اخبروه عن ما حدث دعا شخصان آخران من اتحادات جامعات اخري هما رحيم باطني و رضا سيف اللهي الموافقين للمشروع للمشاركة في اللجنة بدلا من محمود احمدي نجاد و محمد علي سيد نجاد و عين بهزاد نبوي كمندوب له في اللجنة و بما ان احمدي نجاد و سيد نجاد كانوا على علم بتاريخ الهجوم على السفارة فقد قرروا تغيير موعد الهجوم على السفارة الي يوم 13 آبان و اخبرهم موسوي خوئينيها انه نسق من قائد الثورة الامام الخميني من خلال نجله احمد الخميني بالنسبة لهذا الامر. و كان عليهم احتلال السفارة بسرعة قبل ان تستطيع الدولة الموقتة التحرك. و استلمت بعض الشابات مسئولية تامين الاسلحة و مقصات لقص الشرائك الموجودة حول السفارة حيث انهم خبئوها تحت عباياتهم وان السيدة معصومة ابتكار كانت مسئولة عن تنظيم السيدات. و قاموا هؤلاء بهجوم مفاجيء على السفارة و احتلوها و يعلم الجميع بما حصل بعض ذلك.
و الجدير بالذكر انه بعد ان اعلن الامام الخميني عن حمايته لهؤلاء الشباب طلب احمدي نجاد و سيدنجاد انضمام اتحاداتهم لمحتلي السفارة ولكن محتلي السفارة رفضوا ادخالهم لانهم اعتبروهم "مستغلين للموقف وغير اصوليين في اعمالهم".



بعد سنوات عديدة توالت تشبص الجميع بالافتخار بهذا العمل و قاموا بتكريم هذا اليوم كل عام. و انضم اكثر المحتلون للسفارة الى معسكر اطلق على نفسه معسكر الاصلاحيين حيث ان الآخرين اصبحوا في معسكر الاصوليين و في حين نادى الاصلاحيين بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة (وهم من تسببوا بقطعها في الواقع)اصر الاصوليين على ان العلاقات مع الولايات المتحدة هي ليست من مصلحة ايران. و الواقع ان الخوف يومها كان من ان تكرر الولايات المتحدة ما فعلته بمصدق و ترجع الشاه الى السلطة في ايران. ولكن بعد ثلاثين عاما ضعف هذا الخوف و باتت ايران في وضع لا تهاب الولايات المتحدة فيه. اكثر الذين قاموا باحتلال السفارة الامريكية يومها كانوا ذووا مناصب في حكومات خاتمي و رفسنجاني ولكنهم اليوم بدون اي منصب و حتى ان بعضهم مسجونين باتهامات سياسية و آخرين هربوا من ايران و الطريف بان بعضهم مقيمين اليوم في الولايات المتحدة ذاتها. وهنا بدات تساؤلات تصدر عن اليد الخفية وراء هذا الامر حيث ان البعض يعتقدون ان الجمهوريون كبوش الاب و رونالد ريغان كانوا وراء التنسيق على ان يبقي الطلاب على الدبلوماسيين محتجزون حتى سقوط كارتر واستلامهم للسلطة و تقديم الثوريين هدية لرونالد ريغان ابان تنصيبة رئيسا للجمهورية في الولايات المتحدة. حتى ان الكونغرس الامريكي قام بتعيين لجنة للتحقيق في هذا الامر اخيرا.



ايران و الولايات المتحدة خسروا كثيرا اثر قطع العلاقات ولكن اذا وضعنا ما رحبته و ما خسرته كل دولة في الميزان نجد ان الولايات المتحدة خسرت اكثر من ايران. اذ ان نفوذها في المنطقة ضعف ولكن نفوذ ايران في المنطقة وباقي مناطق العالم كبر. بعد ثلاثين عاما من شتى انواع الحصار على ايران اضطر الايرانيون للحصول على العلوم و التكنولوجيا و ... التي يحتاجونها و الوصول اليها فيما انه لو ضلوا على علاقة بالولايات المتحدة لكانوا معتمدين على الولايات المتحدة و الدول الاخرى كي تومن لهم ما يحتاجونه من اجهزة و تكنوجيا. الولايات المتحدة اليوم اكثر حاجة الى ايران من حاجة ايران للولايات المتحدة. حيث ان قواتها تغطس كل يوم اكثر و اكثر في مستنقعات العراق و افغانستان و رمال الشرق الاوسط المتحركة تبلعهم حيث ان حبل النجاة الوحيد موجود اليوم في يد ايران. و لهذا تقوم الولايات المتحدة بالضغط بشتى الطرق على ايران كل تطبع العلاقات التي قطعها هي من جانبها مع ايران مجددا.




ليست هناك تعليقات: