الثلاثاء، 18 مايو 2010

ورقة ايران الرابحة في اللعبة النووية

الاتفاق الذي تم التوقيع عليه اخيرا في طهران برعاية البرازيل و تركيا يعتبر ورقة رابحة ايرانية ابرزتها ايران في اللحظة الاخيرة من اللعبة.

فالاتفاق بحد ذاته يعتبر تلاعبا ايرانيا بالامريكيين و الغربيين بلعبة سياسية ذكية لم يكن الغربيين ينتظرونها اذ ان التعلثلم الغربي في مواقفه اثبت انهم تفاجؤا بهذا الاتفاق. و رمت ايران بالطابة في ملعب الامريكيين و الغربيين مرة اخرى. اذ ان الامريكيين كانوا يتوقعون وقوف ايران على موقفها وهو حقها بتخصيب اليورانيوم و المبادلة على اراضيها و خوفها من تسليم اليورانيوم الايراني المخصب على ارض خارج الاراضي الايرانية تجنبا لمصادرته ولكن الايرانيين قاموا بمماطلة صعبة لمدة اكثر من ستة اشهر استغلوها ليلا نهارا في تخصيب اليورانيوم الذي يحتاجونه في مخزونهم الاستراتيجي كي يكون لديهم القدر الكافي الذي يحتاجونه حتى لو خسروا الكمية المسلمة لتركيا و بهذه الاتفاقية باتوا رابحين في كل الجهات. اذ ان تركيا و البرازيل هم اعضاء غير دائمين في مجلس الامن و اي نوع من العقوبات يحتاج عادة الى اجماع جميع دول مجلس الامن و بهذه الاتفاقية فتحت ايران المجال للصين و روسيا لمقاومة اي نوع من العقوبات. روسيا تتلاعب عادة بمواقفها حسب مصالحها الاقتصادية و السياسية مع الولايات المتحدة ولكن الصين لديها موقف حازم بالنسبة لهذا الموقف و قد قامت بالتلويح بانها ستستعمل حق الفيتو لحماية مصالحها الاقليمية في اجتماعاتها مع الدبلوماسيين الغربيين خاصة وان السياسة الامريكية بالنسبة للصين في الاونة الاخيرة تخللتها تلاعبات سيئة من الجانب الامريكي. من جهة اخرى فان الاوضاع السياسية في اوروبا لا تسمح لهذه البلدان الدخول في مغامرة امريكية جديدة من شانها تحميل هذه الدول ازمات سياسية و اقتصادية جديدة و اكثرية البلدان الاوروبية تدعوا لتهدئة اجواء الصراعات السياسية كي تقوم باصلاح اوضاعها الاقتصادية خاصة و ان الشعوب الاوروبية يعتبرون الولايات المتحدة الامريكية السبب الرئيسي لمشاكلهم و ازماتهم الاقتصادية.

بهذه الاوضاع ليس امام الغرب غير موقفان كلاهما لمصلحة ايران.

قبول هذه الاتفاقية و القيام بتسليم ايران وقود مخصب بنسبة 20% تكون ايران اثبتت حقها و شرعية تخصيبها لليورانيوم على اراضيها و حصلت على ما تريدة. او الاستنكاف وعدم اعطاء ايران هذا الوقود والذي يكون حجة للايرانيين بحقهم بتخصيب اليورانيوم عالي التخصيب لاحتياجاتهم على اراضيهم. وبهذا الاتفاق قامت ايران بشق صف جبهة اعدائها بين مؤيدين و معارضين و مشككين للموقف الايراني. ولكن المهم ان السياسة الايرانية و بلعبة ذكية قامت بالدوران حول جميع اعدائهم و تفرقتهم و دفع الشر عن نفسها كي تستطيع التقدم في اللحظة المناسبة.