الأحد، 25 أكتوبر 2009

لماذا على ايران تسليم اليورانيوم المخصب

جاء في الاخبار ان مجموعة 5+1 عرضت على ايران اقتراح بان تسلم اليورانيوم الموجود لديها بدرجة تخصيب 4% لديها الى روسيا و تقوم روسيا بتخصيبه بدرجة 20% و من ثم ترسله الى فرنسا كي يتم تحويله الى عواميد يمكن استخدامها في المفاعلات النووية الايرانية.


لا يوجد اي ضمان لايران بان تسترجع اليورانيوم الذي تحوله الى روسيا باي شكل من الاشكال. اذ ان الروس تاريخيا معروفون بانهم لا يلتزمون باي تعهد شفهي او حتى كتبي و يراعون مصالحهم فقط و هنا تكمن مصالحهم بان يستغلوا المشاكل الداخلية الايرانية كي يقوضوا التصلب الايراني و يربحوا نقاط من الغرب و الولايات المتحدة المتزعزعة بمواقفها الدولية اليوم.


ولو كانت نيتهم خيراً فإمكانهم تسليم اليورانيوم المخصب بدرجة 20% بشكل عواميد لايران و من ثم يتسلمون اليورانيوم الايراني.


الايرانيون لديهم تجارب كبيرة جداً بالغدر الروسي تاريخيا ما قبل و ما بعد الثورة و على الرغم من بغض العديد من الايرانيين للامريكيين و البريطانيين ولكن كره الشعب الايراني للروس ليس له حدود تاريخيا . وعدول الروس عن تعهداتهم مكررا حتى بعد ان استلموا كل اموال الصفقات المنعقدة مع ايران بعد الثورة ليس ببعيد. فلولا التخلف الروسي و الفرنسي و الالماني عن عقود وقعوها و استلموا اموالها من الايرانيين فان مفاعل بوشهر كان اليوم فعالاً منذ سنوات عديدة. كذلك الامر بالنسبة لهذه العروض. فالجميع يعلم ان ايران لا تريد صنع سلاح نووي و لو كان في نية ايران صناعة اسلحة نووية فكان اسهل لها شراء اليورانيوم الذي تحتاجه من السوق السوداء بدل الدخول في هذه السجالات فتجار السوق السوداء من روس و بلاد الاتحاد السوفياتي السابق من جهة و حتى الامريكان و الاسرائيليين و غيرهم ليسوا فقط مستعدين لبيع اي نوع من الاسلحة و حتي النووية منها بل مستعدين ان يوضعوا امهاتهم و اخواتهم و عرضهم عليها كعربون شكر للسعر المناسب واكيد ان السعر المناسب اقل بكثير مما تصرفه ايران علي مشروعه النووي.


يعلم المسئولون الايرانيون بان خسارة الملف النووي الايراني بتسليم اليورانيوم المخصب الى روسيا يكون خسارة لكل ما تحمله النظام و الحكومة و الشعب الايراني من ضغوط كي يصل الى التكنولوجيا النووية و التي لا تعد من التكنولوجيا الحديثة بل هي تكنولوجيا مر عليها قرن من الزمان و ما زالت محرمة على الشعوب المسلمة خاصة الايرانيين و العرب.


كما يعلم المسئولون الايرانيون ان الشعب الايراني بمكنه نسيان اي خطا قد يقوم به المفاوضون الايرانيون و الدولة الايرانية ولكن هناك ثلاث اسس لا يمكن للشعب الايراني السماح لاي دولة بالتساهل فيها الخليج الفارسي و الجزر الايرانية – حق ايران في بحر قزوين و الاهم وصول الايرانيين الى قمة العلوم خاصة منها النووية.



ليست هناك تعليقات: