الاثنين، 28 ديسمبر 2009

يد ثالثه تتلاعب بالاوضاع الايرانية


اذا لم اكن شاهدا على الموقف لكنت اكتفيت بما سمعته من الاعلام. ولكن يوم عاشوراء كنت في منطقة تقاطع كالج في طهران حيث حصلت اكثر التصادمات عنفا في هذه المدينة. و لاول مرة كان هناك عدد من الاشخاص بين المتظاهرين يحملون حجاره و هروات شمال التقاطع و يهجمون على الشرطه و قوى الامن و بالمقابل كان هناك عدد من الاشخاص جنوب التقاطع يتظاهرون بانهم منتمون الى الباسيج ويهجمون على الشرطة و المتظاهرين. و كان واضحا ان قيادة قوى الامن لم تصدر اوامر الى عناصرها بان يتصادموا مع الجماهير المتجمعة و لم تكن قوى الامن مسلحة باسلحة نارية (حيث انه من الطبيعي في هذه الظروف ان لا تتسلح قوى الامن باسلحة نارية لان اكثرية القوى الامنية الموجودة كانت من الشباب الذين يخدمون العسكرية و ليسوا كوادر عسكرية و لا ما هوجموا من قبل المهاجمين و استطاع المهاجمون ان يحصلوا على اسلحتهم فيمكنهم استغلال هذه الاسلحة) و عددهم كان اقل من ان يستطيوا السيطرة على هذا الموقف . و بما ان ابن شقيقة المهندس مير حسين موسوي قتل برصاص قاتل مقصود و لم يقتل في التجمعات او التصادمات. وعندما تعلن قوى الامن انها اعتقلت خمسة عشر شخصا ادعوا انهم ينتمون الى الباسيج ولكنهم لم يكونوا من الباسيج. فلا شك ان يد ثالثة دخلت على الخط لاستغلال هذه الظروف. هذه اليد الثالثة تدخل في ما بين الاجنحة السياسية الموجودة و تدعي عادة بانها اكثر تعصبا من غيرها للجهة المنتمية اليها. تثير الصدامات مع الجهة الاخرى بهدف افتعال ازمة.


فالمتظاهرون في طهران لم يكونوا منظمين من قبل اي تنظيم ولا جهه سياسية اي كانت نوعها من اصلاحيين او غيرهم بل كانت جموع من الشباب التي بدات اطلاق هتافات و شعارات عشوائية. و بما ان شعارات هذه الجماعات لا تتطابق مع شعارات الاصلاحيين خاصة موسوي و كروبي و خاتمي فهذا يعني ان الجماهير الموجودة في الساحة لا تنتمي الى هذه الجهة بل هي تستغل هذه الشخصيات للتجمع باسمها. خطر هكذا نوع مع التجمعات يكمن في انه يسهل على عملاء ماجورين الدخول الى طرفين الصراع في الشارع و سكب الزيت على النار كي يصعدوا الموقف و يفتعلوا ازمة . و هذا ما كان يحصل يوم عاشوراء في طهران حيث ان بعض الاشخاص بداوا استغلال الموقف و هاجموا الجهتين و هاجموا الشرطة لافتعال ازمة و بما ان المتجمعين لم يكونوا منظمين و لم يكن هناك برنامج خاص لهم فانهم وقعوا في هذا الشرك.


الولايات المتحدة لم تطلق رصاصة واحدة على الاتحاد السوفياتي السابق بل حطمته و جزئته بالحرب الباردة و الاعلامية و الاقتصادية و يبدو ان هذه سياستها الجديدة بالنسبة لايران.


هذه التظاهرات كانت نقطة عطف في التجمعات التي حصلت منذ ستة اشهر الماضية و يجب على المسؤلين الايرانيين التنبه اليها بدقة. فالمتجمعين خرجوا عن سيطرة الشخصيات السياسية من جميع الجهات اصلاحيين كانوا ام اصوليين و اذا استمروا يمكن لليد الثالثة ان تتلاعب بهم اكثر فاكثر و بما انهم ليس لديهم اي نوع من التنظيم و بما ان برنامج اليد الثالثة تتلخص باسقاط او تحطيم النظام الحاكم في ايران فالانفصاليين سيبداون بتحركاتهم و خطط الولايات المتحدة و اسرائيل لتغيير خريطة المنطقة و تجزئة ايران وعدد من بلدان المنطقة ستصل مقصودها و اسقاط النظام في ايران سيكون بمثابة ايجاد بوؤر ازمات جديدة في المنطقة تحلوا عليها العراق و افغانستان.



ليست هناك تعليقات: