الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

ایران وتداعيات الازمة الاقتصادية في دبي



لا يخفي على احد ان دبي تعدالبوابة الخلفية للاقتصاد الايراني و ايران الشريك الاقتصادي الاكبر ل دبي لذا فان الدولة الاكثر انزعاجاً من الازمة الاقتصادية في دبي هي ايران. حتى ان العديد من الاخوان العرب يفرحون و يشمتون حالياً بالامارة التي حاولت ان تخرج من تحت ظلال البترول و تبني اقتصاداً يوازي اقتصاد بلدان اخرى. و حتى ان ديون شركة دبي لند المتعلقة للعائلة الحاكمة في دبي في الستة اشهر القادمة توازي موازنات عدة دول اخرى. ازدهار دبي غطى على عاصمة الامارات ابوظبي لدرجة ان اسم دبي كان يذكر في نشرات اجواء البلدان الاوروبية في حين ان اسم ابوظبي لم يذكر فيها. حتى في احد سفراتي للمشاركة في احد المؤتمرات صادفت بعض المشاركين الذين كانوا يعتبرون دبي هي عاصمة الامارات العربية المتحدة. حتى ان بعضهم لم يسمعوا باسم ابوظبي. و لا يخفى على احد تدبير واستعداد امير دبي الحالي الشيخ محمد بن راشد و تاثيره على ازدهار دبي اذ ان الفضل كان يرجع اليه في ازدهار دبي حتى قبل ان يستلم زمام الامور في الامارة. و اكيد ان استغلال الشروط و الظروف الاقتصادية و السياسية في المنطقة خاصة بعد ان خسرت بيروت مكانتها و قررت بريطانيا اعادة هونغ كونغ الى الصين و حين كانت ايران تواجه حصار اقتصادي من جهة الغرب كانت الورقة الرابحة التي استفاد منها امير دبي الحالي لبناء اسطورة دبي الحضارية و لهذا نرى ان رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية يستقبله في زيارته لطهران. فقد استطاعت دبي استيعاب التجار الايرانيين الذين كانوا يبحثون عن مكان يستقرون به يمكنهم التجارة دون الرضوخ للضغوط الغربية و بما ان دبي كانت قريبة جدا من ايران فقط استطاعت ان تؤمن هذا المكان لهم. و في حين كانت العاصمة ابوظبي تدخل في سجالات سياسية مع ايران على الخصوص بالنسبة للجزر الثلاث الايرانية فقط حاولت دبي ان تنمي علاقاتها الاقتصادية مع هذا البلد و تعتبر ايران اكبر شريك تجاري لهذه الامارة. و في الواقع فانه لا يمكنك ان تسير في مدينة دبي دون سماع كلمات فارسية يتحدث بها المارة. و استثمر العديد من المستثمرين الايرانيين في مشاريع عديدة اقتصادية في هذه الامارة خاصة في مجال البناء و السكن و مشاريع العقارات اكيد ان اي ضربة لهذه الامارة ستشكل ضربة كبيرة للمستثمرين الايرانيين و الذين تقدر استثماراتهم في هذه الامارة باكثر من الف و خمسمائة مليار دولار و معدل تجارة رسمية بحدود خمسة وعشرون مليار دولار سنويا و اكثر من خمسين مليار دولار بشكل غير رسمي( من تهريب بضائع او بضائع تدخل ايران و لا يمكن الاعلان عنها رسمياً نظراً للحصار الاقتصادي على ايران خاصة بالنسبة للتكنولوجيا). و قاومت هذه الامارة ضغوط امريكية و بريطانية و مركزية (من العاصمة ابوظبي) كي تحد من تعاملها من ايران ولكنها كانت دوما تحسب حساباتها على اساس مصالحها الاقتصادية و لا السياسية و لهذا قاومت دوما هذه الضغوط و تحاول اليوم ابوظبي الانتقام و استغلال الموقف بدعم امريكي بريطاني حيث انها كبلت مساعداتها بمشاريع تختارها و على الارجح ستكون مشاريع لا يكون فيها مصالح للمستثمرين الايرانيين. والسعوديون فرحون اكثر من غيرهم من هذه الازمة اذ ان الامارات العربية المتحدة حاولت دوماً منافستهم على السلطة على شبه الجزيرة العربية و آخر منافسه للسعودية اتت حين وقفت الامارات ضد مشروع استضافة السعودية للمصرف المركزي لهذه البلدان و انسحبت الامارات من مشروع العملة الواحدة لان المصرف المركزي لم يستقر في ابوظبي او دبي و اعتبرت الامارات ان ظروفها الاقتصادية هي مواتية اكثر لاستضافة هذا المصرف من السعودية.

في كواليس السياسة تزمزم عن مشاريع لقطع علاقات دبي التجارية مع ايران في مقابل مساعدتها من قبل شقيقاتها و من قبل الغرب ولكن ازمة دبي متاثرة بالازمة الاقتصادية العالمية وسقوط الاقتصاد في دبي لن يكون دون تاثير على اقتصاد دول المنطقة خاصة العربية منها بعد ما شاهدناه من هبوط في اسعار الاسهم في هذه الدول و الدول الاخرى والظريف ان بورصات ايران و خاصة طهران هي الوحيدة التي لم تتاثر بهذا السقوط اذ يعتبر المحللين الاقتصاديين ان الايرانيين المستثمرين في الامارات العربية المتحدة و بلدان شبه الجزيرة العربية سيبدأون بسحب استثماراتهم و ارجاعها الى الوطن الام كي يحفظوها مما ينعش الاقتصاد الايراني عكس اقتصاد هذه البلدان و هذا ما نشاهده في الوقت الراهن.


ليست هناك تعليقات: