الأحد، 18 أكتوبر 2009

اين العرب من صراع ايران و تركيا علي شعوبهم


"اذا اشبعتم العرب و اجعتم الفرس فلن يقوموا باي انتفاضة" . هذا ما قاله لورانس العرب جاسوس بريطانيا العظمى و مبرمج سياستها في الشرق الاوسط . سيول الاموال الآتية على اثر التخمة النفظية جعلت زعماء العرب مفكرين كبار ولكن في كيفية صرف الأموال الآتية اليهم علي الفرح و المرح و اللذائذ الدنيوية... و انستهم ان هناك شعوب تحت ايديهم تطالبهم بأن يؤمنوا لهم احتياجاتهم الروحية بدلا من احتياجاتهم التفرحية و الغذائية.


فإيران الشيعية لها نفوذها في المنطقة خاصة في الاماكن التي يقطنها الشيعة في البلدان العربية ما قبل و ما بعد الثورة الاسلامية الايرانية. و هذا النفوذ دليله الاصلي ان اكثرية هؤلاء الشيعة في بلدانهم هم اقليات تحتاج الى حماية كي لا تمحى من الوجود. و الواقع ان الشيعة اسسوا في ايران دولة لحمايتهم . ففيما كان اكثرية الشيعة يحاولون السيطرة على العراق كي يؤسسوا فيما دولتهم ولكن مع ظهور الاسماعيليين بقيادة حسن الصباح و المتربي علي ايدي الفاطميين في مصر بدأت بوادر قدرة تقبل الايرانيين السنيين في ذلك الحين للعقيدة الشيعية و في الواقع كان السبب الاصلي هو بغضهم لمعاوية لا حبهم لعلي. فلمواجهة النفوذ العربي و من ثم التركي في المنطقة انحازوا بجانب الشيعة. و بعدها مع ظهور السلسلة الصفوية في ايران تشيع الايرانيون علي اثر اوامر الملك الصفوي لا اثر تعلقهم للعقيدة الشيعية و استعان الملك عباس الصفوي بعلماء جبل عامل كي يحول مذهب الايرانيين السنة الى الشيعة و الواقع ان هدفه في ذلك الحين كان مقاومة النفوذ المتزايد للسنة الاتراك العثمانيين و الخليفة العثماني و كان يضن ان الشعوب الاسلامية ستنحاز الى جانب الشيعة على اثر كرههم للعثمانيين السنة. و تنافس الفرس و الاتراك على النفوذ في البلدان الاسلامية علنا منذ ذلك الحين . اذ انهم كانوا منافسين سابقا في البلاط العباسي علي السلطة السياسية في البلاد الاسلامية سرا. هذا و اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى و ظهور تركيا العلمانية بدأت تركيا بمحاولة الانفصال عن المسلمين و التوجه نحو الغرب و حاول الانكليز ايجاد البديل للاتراك السنة في المنطقة كي لا يكون لإيران الشيعية السيطرة على المسلمين الخارجين من سلطة العثمانيين و الذين كانوا ظائعين في توجهاتهم العقائدية و السياسية. لذا دعموا الوهابيين السنة كي يسيطروا على الحجاز و الحرمين الشريفين و... و الاخوان المسلمين و تنظيمات سياسية و مذهبية سنية في مناطق اخرى من القطر العربي من جهة و الفرق الشيعية امثال الاسماعيليين و البهائيين و حتى الشيعة الاثنى عشريين في قم و النجف من جهة اخرى كي تسود التفرقة في ما بين المسلمين على الدوام و يمكنهم السيطرة علي المنطقة.

و الواقع ان سياسة العثمانيين كانت مبنية على اساس ان تفرض الامية على جميع القوميات الاسلامية الراضخة تحت سيطرتهم غير الاتراك كي يمكنهم السيطرة على الشعوب الاسلامية و الامية تبعتها خرافات و ... و جعلت العرب المسلمون و الذين كانوا منشأ للثقافة و العلوم و الفن و الادب و ... لعدة قرون يرضخون تحت ظلمات الامية و الجهل. و بعد خروج العثمانيين من بلادهم اصبحوا كطابة تتلاعب بها سياسات الدول الاخرى. و ليس لديهم اي توجه سياسي او عقائدي و هذا ما سهل الامر علي الجميع.

و النفوذ الايراني خاصة علي الشيعة دام حتى ابان انتصار الثورة الاسلامية الايرانية بتوجيه من البريطانيين و الامريكان فمثلا الامام موسى الصدر كان في الواقع مندوبا لايران الشاه في لبنان و كانت مهمته تاسيس موسسات لتدريب اجيال الشيعة السياسيين كي يواجهوا الفلسطينيين و النفوذ المتزايد للقوميين العرب قبل ان ينقلب على حكومة الشاة و يفقد هويته الايرانية. و بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران جائت موجة جديدة من النفوذ ايران الشيعية في المنطقة و في حين كان السعوديين السنة الوهابيين يستعينون باموالهم لكسب نفوذ في المنطقة العربية المايلة للقومية و الاشتراكية اكثر منها تمايلاّ الى الامور الدينية كان الايرانيين الشيعة يقابلونهم ببديل جديد و هو الحكومة الاسلامية بدلا من القومية و الاشتراكية و... و هذا البديل بدأ ان يفرض مكانه في قلوب العرب اثر فشل القوميين و الاشتراكيين و ... من العرب تلبية حاجات الشعوب العربية و غرورهم.

و التعصب الاعمى الدي جاء به العديد من تابعي الفرقة الوهابية من امثال طالبان و دعم الوهابيين من جهة اثرياء العرب من السعوديين و الاماراتيين و الكويتيين و ... و الذين هم في الواقع منبوذون من الشعوب العربية جعلت الامريكيين و البريطانيين و ... يفكرون بان العرب يحتاجيون لبديل عن السعوديين و تم اختيار الاتراك للعب دور جديد لهم في المنطقة. اذ تركيا العلمانية ما زالت سنية و تمثل نموذجا لدولة سنية على غرار الاوروبيين غير متعصبة اسلاميا كالسعوديين. و هنا بدأت ظهور مواقف تركية حامية للعرب خاصة الفلسطينيين على الرغم من علاقات تركيا الطيبة جدا جدا بالاسرائيليين. فرئيس وزراء تركيا يهين رئيس جمهورية اسرائيل على ما فعلته اسرائيل في غزة من جهة و تحاول تركيا التوسط بين سوريا و العراق من جهة اخري و تفتح حدودها مع سوريا و تعرض افلام مناهضة للصهاينة من جهة اخرى و... . اذ يعلم الجميع ان باب الدخول اي قلوب الشعوب العربية هو استغلال الورقة الفلسطيني و النظال العربي ضد الاسرائيليين. هذا ما فعلته ايران و ما تصبوا تركيا اليه. ولا يوجد اي اثر للعرب في صراع ايران و تركيا للسيطرة على الشعوب العربية فاكثر زعماء العرب بعد حدود نصف قرن من الحكم لبعضهم او لعائلاتهم باتوا مكروهين من شعوبهم و لا تتقبلهم الشعوب العربية الاخرى.












ليست هناك تعليقات: